ما جناه الشباب الأردني من النظام البيئي الريادي
نمت وتيرة ريادة الأعمال في الأردن على مدار العقد الماضي، حيث شهدنا زيادة في عدد المطاعم، شركات التسويق الالكتروني، مؤسسات التجارة الإلكترونية، وكذلك المنتجات المحلية الصنع والتي يتم بيعها على الانترنت، حيث ولم يقتصر الأمر على الإبداع والابتكار فحسب، بل أنتجت هذه الأعمال عدداً متزايداً من الوظائف للشباب الأردني.
شح الموارد الطبيعية ومعدلات البطالة المرتفعة هي أبرز مثبطات الشباب الأردني وخاصة للخريجين الجدد منهم، الذين يعانون من الحصول على وظائف مقترنة بتحصيلهم العلمي، ويعود ذلك بسبب قلة خبرتهم العملية.
ولكن، تعامل الشباب الأردني إيجابياً مع هذه المعيقات من خلال تجسيد صور ريادة الأعمال على أرض الواقع، بهدف خلق وظائف لأنفسهم وللأخرين، مما شكل منعطف في حياة الأردنيين على مر الأعوام السابقة.
وأشارت أرقام دائرة الإحصاءات العامة بأن المعدل الإجمالي للعاطلين عن العمل قد أرتفع بواقع 1.6% في عام 2016 مقارنة بالعام 2000، ولم يتوقف الأمر على ذلك فحسب، حيث بينت هذه الإحصاءات بأن الرقم في تزايد مستمر عاماً بعد عام، بزيادة بلغت 3.9% بين العامين 2016 و2019، وبنسبة إجمالية بلغت 19.2% في الربع الثاني من العام 2019.
وكشفت هذه الأرقام الستار عن أكثر الفئات تضرراً من البطالة، حيث تتمركز بشكل كبير في الفئة العمرية 15-24 عاماً. وعلى الرغم من الارتفاع الملحوظ في أعداد الشركات، أدى نقص الخبرة وضعف التدريب بالإضافة إلى ندرة العقلية الريادية إلى إغلاق العديد من هذه المنشئات. ومن هنا، يأتي دور السلطات والهيئات والمنظمات المحلية في الحفاظ على هذه المؤسسات وتشجيعها وتنميتها، الأمر الذي يوفر المزيد من فرص العمل للشباب ويقلل من نسب البطالة بينهم.
وبالاطلاع على خريطة النظام البيئي لريادة الأعمال في الأردن والمصممة من قبل مؤسسة TTi، يمكننا ملاحظة عدد المؤسسات العاملة حالياً في الأردن وأثرها على النظام البيئي الأردني لريادة الأعمال. بالطبع، هناك مساحة للنمو ودروس وعبر يجب تعلمها عندما يتعلق الأمر بتأسيس هذه الشركات الناشئة وتطويرها ونموها، ولكن الحقيقة التي لا يمكن انكارها بأن هذه الشركات الناشئة توجه الشباب نحو شيء عظيم. إنهم يمهدون المستقبل للأجيال القادمة، مما يسمح لمزيد من التقدم والإنجازات التي ستخلق بيئة أفضل للشباب الأردني.